اليورانيوم المنضب يسبب السرطان
عند قصف الدروع بقذائف اليورانيوم المنضب فإن هذه القذائف تحترق عندما تصدم فولاذ الدرع، وينتج عن الإنفجار ضباب مكون دقائق المادة المحترقة التي تتناثر بعيدا في كل مكان على مساحة كبيرة. إن هذه الجزيئات الدقيقة يمكن أن يستنشقها الإنسان أو تدخل للجسم عن طريق الفم. وتصبح مراكز نشطة لنشر الإشعاع ذو المستوى المنخفض والذي يمكن أن يتسبب في إحداث السرطا
إن كميات ضخمة من اليورانيوم المنضب التي تم استعمالها في المعارك ضد القوات العراقية والتي تتراوح بين 300 – 800 طن هي الآن متناثرة في أنحاء مختلفة من الكويت وجنوب العراق
الكويت تخفي دوما المعلومات التي تبين ضرر اليورانيوم على صحة الإنسان، فوزارة الصحة الكويتية ذكرت مرارا أن أسلحة اليوارنيوم المنضب التي استخدمت في حرب الخليج لم يكن لها أثر مضر على الإنسان أو البيئة...
أما في مستشفيات الولادة والأطفال الموجود في البصرة جنوب العراق، فإنه حالات السرطان بين الأطفال قد تضاعفت بعد انتهاء الحرب لما يقارب خمس مرات عن عدد الحالات التي كانت قبل الحرب. وكانت هناك زيادة كبيرة جدا في حالات سرطان الدم بين الأطفال في المناطق الجنوبية في العراق
كذلك تشير التقارير الحكومية العراقية بزيادة قدرها ثلاثة مرات في حالات فقدان الجنين قبل الولادة وذلك إذا كان الأب قد شارك في الحرب عنه في الذين لم يشاركوا. وتقول وزارة الصحة العراقية إن حالات الإصابة بالسرطان ازدادت من 6555 عام 1989 إلى 10931 حالة عام 1997، لاسيما في المناطق التي قصفت بقنابل قوات الأمريكية أثناء حرب الخليج. ويصر العراق منذ سنوات على أن هناك علاقة بين اليورانيوم المنضب المستخدم في الأسلحة الخارقة للدروع التي استخدمت في حرب الخليج وزيادة عدد العراقيين الذين يعانون من سرطان الدم وسرطان الرئة والجلد والجهاز الهضمي. كما يتهم العراق القوى الغربية بالتسبب في وفاة الآلاف بالسرطان وتشوه الأجنة بسبب استخدام القذائف المزودة باليورانيوم المنضب أثناء حرب الخليج عام 1991. وقد طالب العراق الأمم المتحدة والهيئات الدولية المعنية بالتحقيق في آثار الذخائر المزودة باليورانيوم المنضب التي استعملها الحلفاء ضده في حرب الخليج وإعلام الرأي العام العالمي بآثاره الصحي
وتأتي مطالبة العراق وسط تنامي المخاوف مما بات يسمى بمتلازمة البلقان، في ضوء تقارير عن ظهور السرطان بين الأفراد الذين شاركوا في قوات حفظ السلام بقيادة حلف الأطلسي في البوسنة وكوسوفو حيث استخدم اليورانيوم المنضب
منظمة الصحة العالمية تدرس الآن الآثار الصحية لليورانيوم المنضب الذي استخدم في القذائف الحربية التي أطلقتها قوات القوات الأمريكية والبريطانية على العراق عام 1991. كما أن برنامج الأمم المتحدة للتنمية والوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس يدرسان إرسال بعثات لتقصي الحقائق إلى العراق والبوسنة ويوغسلافيا لدراسة آثار التعرض لليورانيوم المنضب
وقد أثار استخدام حلف شمال الأطلسي (الناتو) لذخيرة اليورانيوم المنضب ضجة كبيرة في أوروبا بسبب تقارير عن ظهور اللوكيميا (سرطان الدم) بين الأفراد الذين شاركوا في قوات حفظ السلام في البوسنة وكوسوفو حيث استخدمت هذه الذخيرة. وذكرت الأمم المتحدة أنها توصلت إلى أدلة أولية على وجود نشاط إشعاعي في ثمانية من المواقع التي تعرضت لغارات حلف الناتو في كوسوفو عام 1999. وجاء إعلان الأمم المتحدة عقب الاختبار الذي أجرته في 11 موقعا تعرضت للقصف بذخائر تحتوي على اليورانيوم المنضب. ويقول برنامج الأمم المتحدة للبيئة إن أدلة وجود النشاط الإشعاعي تعتبر نتائج أولية لاختبارات ما تزال تجرى في مختبرات بكل من السويد وسويسرا وإيطاليا وبريطانيا والنمسا. وأعلن البرنامج أن التقرير النهائي للتحقيق سيعلن في مارس/ آذار القادم.
وكانت
عدة دول قد أعربت عن قلقها من استخدام
اليورانيوم المنضب أثناء الحرب في كوسوفو عام
1999 وحرب البوسنة بين الأعوام 1992 و1995.